( عصر اللامركزية الثاني)
صفحة 1 من اصل 1
( عصر اللامركزية الثاني)
( عصر اللامركزية الثاني) 1785 ـ 1603 ق . م
أن الأسرة الثانية عشرة كانت من أزهى عصور مصر وفجأة انتهت هذه الأسرة بعد الملكة سوبك نفرو وتولى الضعف البلاد وخرج ملك مصر على يد أسرة أخرى وهي الأسرة الثالثة عشرة ولا نعرف ماذا أصاب البلاد من ضعف شامل وانحلال .
ويرى بعض الباحثين أن سبب هذا راجع إلى ظهور أعداء لمصر في سورية وفلسطين وفي الجنوب كذلك وجود خلافات داخلية في العائلة المالكية منذ بدء الأسرة الثانية عشرة فكانت هناك المؤامرات وسبب هذا الي أنهيار البيت المالك وعدم الاستقرار وفساد الإدارة وتفرق الكلمة واضطراب الأمن في البلاط الفرعوني ، ويمكن أن نميز في هذا العصر ثلاثة مراحل مختلفة .
ـ فترة أولية كانت تحكم أثناءها أسرات مصرية واستمر يحكم فيها ملوك مصريين بمفردهم فكانت هناك عدة بيوت قوية تحكم في أنحاء البلاد في وقت واحد في طيبة وقفط وأسيوط وفي شرق الدلتا وغربها ولكن أهم هذه البيوت هو مانسميه بالأسرة الثالثة عشرة وهو البيت المالك في طيبة .
ـ فترة ثانية تعرضت فيها البلاد للغزو الأجنبي لأول مرة في تاريخها ودخول الهكسوس واغتصابهم الحكم بعد ذلك .
ـ فترة أخيرة عادت فيها لمصر قوتها ونجحت في طرد العدو الأجنبي وبدأت سياسة التوسع .
وكما علمنا أن الأسرة الثالثة عشرة كانت تحكم في طيبة ثم انتهى حكمها وانتقل مقاليد الحكم إلى الأسرة الرابعة عشرة وروى مانيتون أن عدد ملوكها ستة وسبعون ملكاً حكموا مائة وأربعة وثمانين عاماً وكانوا من إقليم سخا بمحافظة كفر الشيخ واضطرب الحكم في عهدهم وظل اضطراب الأمور فيما وراء الحدود الشرقية والشمالية الشرقية وهو خطر الهكسوس وانتهى الأمر إلى غزو الهكسوس للبلاد .
واسم الهكسوس ليس اسماً سامياً ولكن هو اسم مصري تحريف لكلمة مصرية وهي " حقا وخاسوت " بمعنى حكام البراري أو حكام البلاد الأجنبية ثم حور الإغريق الكلمة إلى "هكسوس "وكان يطلق على زعماء القبائل البدوية التي كانت تعيش في شرقي مصر وترجمها مانيتون باسم " ملوك الرعاة " وقد أتى الهكسوس من الشرق من آسيا عن طريق هجرات وتحركات شعوبية كبيرة هاجرت تباعا نتيجة ظروف طبيعية أو بشرية ثم وصلت سوريا ثم تسللت جماعات منهم إلى شرق الدلتا خلال فترة الاضطرابات التي انتهت بها أيام الدولة الوسطى وفي أواخر عصر الأسرة الثالثة عشر وجد الهكسوس طريقهم للبلاد في شكل جحافل كبيرة بأسلحة جديدة للحرب لم يكن يعرفها المصرييين كان منها العربات الحربية والخيول والدروع والأقواس الكبيرة وفرقوا البلاد وهدموا المعابد وأذلوا المصريين وأساءوا معاملتهم .
وانتحل ملوك الهكسوس صفات الملوك المصريين وألقابهم واتخذ ساليتيس أول ملوكهم ( أول ملوك الأسرة 15 ) عاصمة جديدة في شرق الدلتا ( على ضفة الفرع التانيسي القديم ) وسماها أفاريس وحرفه الإغريق إلى أواريس وسماها المصريين "حه وعرة " وزودها بحامة كبيرة العدد وأقام بها الحصون الشديدة واتخذ الهكسوس معبوداً لهم هو الإله سوتخ ربما أحد مظاهر الإله ست المصري الذي كان يعبد في شرق الدلتا ورسموه في مظهر آسيوي وقربوه من الإله الآسيوي ( بعل ) .
ومن أهم مميزات عصر الهكسوس :
(1)جمعوا بين أسمائهم الأجنبية وبين أسماء مصرية خالصة .
(2)تشبهوا بالفراعنة في ألقابهم وملابسهم وهيئات تماثيلهم .
(3)ادعو التقرب من الآلهة المصرية وسجلوا أسمائهم على معابدهم بمعنى أنهر حاولوا التمصر واتخاذ مصر موطن لهم ودار إقامة دائمة .
(4)إذا رجعنا إلى الآثار نفسها لوجدنا أن مدة احتلال الهكسوس لمصر لم تدخل أي تطور ملحوظ على الفن المصري أو الحياة المصرية فكل شيء صار في مجراه الطبيعي وإن كانت هناك عناصر جديدة في الفن المصري أو الفخار وهذه نتيجة منتظرة .
مراحل التحرير : ( طرد الهكسوس )
كان مركز حكم الهكسوس في شرقي الدلتا وامتد نفوذهم فشمل الدلتا بأكملها والصعيد وبدات عزمات التحرر من إقليم طيبة في أقصى الصعيد واستطاع حكامه أن يمدوا نفوذهم حتى أبيدوس وأزاحوا نفوذ الهكسوس حتى القوصية وعرفت أسرتهم باسم الأسرة السابعة عشرة الوطنية وعاصرت أواخر ملوك الهكسوس ، ومن اهم الشخصيات في تلك الفترة هم القادة الملوك "سقنن رع "وولداه "كامس و أحمس ".
وجعل أهل طيبة من اختلاف المذهب الديني بينهم وبين الهكسوس سبباً لجهادهم ضدهم . وبدأ الكفاح المسلح ضد الهكسوس الملك "سقنن رع " وبدات في عهده المعركة الأولى وانتهت بموت سقنن رع متأثراً بفأس قتال أو بلطة وهناك جراح في صدره ثم تولى الأمر ابنه الملك كامس الذي تولى زعامة طيبة وانطلق بجيشيه فطهر مصر الوسطى من الهكسوس واتجه إلى الشمال وساعد النوبيين وقطع كل الإمدادات عن الهكسوس وحاول ملك الهكسوس أن يقضي على كامس بمحاولة التعاون مع حاكم كوش ( النوبة ) وأرسل رسولاً له يدعوه إلى الوحدة معه واقتسام أرض مصر ولكن علم كامس بهذا وعاد على طيبة بعد علمه بالمؤامرة .
وتوفى كامس في ظروف غامضة ثم خلفه أخوه أحمس الذي أتم عمله وعمل أبيه وواصل الجهاد والكفاح والانتقام وجمع الأعوان وخرج لمهاجمة الهكسوس في عاصمتهم ودارت المعارك حولها وإلى الجنوب منها حتى سقطت وأجبروا أهلها على الخروج منها وسلموا لأحمس بشرط ان يدعهم يخرجون منها عائدين لبلادهم فوافق أحمس وخرجوا من مصر وتجمعوا في مدينة جنوب فلسطين تدعي شاروحين وتحصنوا بها وأدرك أحمس خطرهم فلحقهم بجيشه وحاصر المدينة ثلاث سنوات حتى سقطت فتركوا المدينة ، وهكذا لفظت مصر الهكسوس أغراباً كما دخلوها ففرقت حروب أحمس شملهم ثم جاءت حروب تحتمس الثالث فقطعت دابرهم ومحتهم محو تاماً من صفحات التاريخ كقوة حربية أو كأمة لها كيان .
أن الأسرة الثانية عشرة كانت من أزهى عصور مصر وفجأة انتهت هذه الأسرة بعد الملكة سوبك نفرو وتولى الضعف البلاد وخرج ملك مصر على يد أسرة أخرى وهي الأسرة الثالثة عشرة ولا نعرف ماذا أصاب البلاد من ضعف شامل وانحلال .
ويرى بعض الباحثين أن سبب هذا راجع إلى ظهور أعداء لمصر في سورية وفلسطين وفي الجنوب كذلك وجود خلافات داخلية في العائلة المالكية منذ بدء الأسرة الثانية عشرة فكانت هناك المؤامرات وسبب هذا الي أنهيار البيت المالك وعدم الاستقرار وفساد الإدارة وتفرق الكلمة واضطراب الأمن في البلاط الفرعوني ، ويمكن أن نميز في هذا العصر ثلاثة مراحل مختلفة .
ـ فترة أولية كانت تحكم أثناءها أسرات مصرية واستمر يحكم فيها ملوك مصريين بمفردهم فكانت هناك عدة بيوت قوية تحكم في أنحاء البلاد في وقت واحد في طيبة وقفط وأسيوط وفي شرق الدلتا وغربها ولكن أهم هذه البيوت هو مانسميه بالأسرة الثالثة عشرة وهو البيت المالك في طيبة .
ـ فترة ثانية تعرضت فيها البلاد للغزو الأجنبي لأول مرة في تاريخها ودخول الهكسوس واغتصابهم الحكم بعد ذلك .
ـ فترة أخيرة عادت فيها لمصر قوتها ونجحت في طرد العدو الأجنبي وبدأت سياسة التوسع .
وكما علمنا أن الأسرة الثالثة عشرة كانت تحكم في طيبة ثم انتهى حكمها وانتقل مقاليد الحكم إلى الأسرة الرابعة عشرة وروى مانيتون أن عدد ملوكها ستة وسبعون ملكاً حكموا مائة وأربعة وثمانين عاماً وكانوا من إقليم سخا بمحافظة كفر الشيخ واضطرب الحكم في عهدهم وظل اضطراب الأمور فيما وراء الحدود الشرقية والشمالية الشرقية وهو خطر الهكسوس وانتهى الأمر إلى غزو الهكسوس للبلاد .
واسم الهكسوس ليس اسماً سامياً ولكن هو اسم مصري تحريف لكلمة مصرية وهي " حقا وخاسوت " بمعنى حكام البراري أو حكام البلاد الأجنبية ثم حور الإغريق الكلمة إلى "هكسوس "وكان يطلق على زعماء القبائل البدوية التي كانت تعيش في شرقي مصر وترجمها مانيتون باسم " ملوك الرعاة " وقد أتى الهكسوس من الشرق من آسيا عن طريق هجرات وتحركات شعوبية كبيرة هاجرت تباعا نتيجة ظروف طبيعية أو بشرية ثم وصلت سوريا ثم تسللت جماعات منهم إلى شرق الدلتا خلال فترة الاضطرابات التي انتهت بها أيام الدولة الوسطى وفي أواخر عصر الأسرة الثالثة عشر وجد الهكسوس طريقهم للبلاد في شكل جحافل كبيرة بأسلحة جديدة للحرب لم يكن يعرفها المصرييين كان منها العربات الحربية والخيول والدروع والأقواس الكبيرة وفرقوا البلاد وهدموا المعابد وأذلوا المصريين وأساءوا معاملتهم .
وانتحل ملوك الهكسوس صفات الملوك المصريين وألقابهم واتخذ ساليتيس أول ملوكهم ( أول ملوك الأسرة 15 ) عاصمة جديدة في شرق الدلتا ( على ضفة الفرع التانيسي القديم ) وسماها أفاريس وحرفه الإغريق إلى أواريس وسماها المصريين "حه وعرة " وزودها بحامة كبيرة العدد وأقام بها الحصون الشديدة واتخذ الهكسوس معبوداً لهم هو الإله سوتخ ربما أحد مظاهر الإله ست المصري الذي كان يعبد في شرق الدلتا ورسموه في مظهر آسيوي وقربوه من الإله الآسيوي ( بعل ) .
ومن أهم مميزات عصر الهكسوس :
(1)جمعوا بين أسمائهم الأجنبية وبين أسماء مصرية خالصة .
(2)تشبهوا بالفراعنة في ألقابهم وملابسهم وهيئات تماثيلهم .
(3)ادعو التقرب من الآلهة المصرية وسجلوا أسمائهم على معابدهم بمعنى أنهر حاولوا التمصر واتخاذ مصر موطن لهم ودار إقامة دائمة .
(4)إذا رجعنا إلى الآثار نفسها لوجدنا أن مدة احتلال الهكسوس لمصر لم تدخل أي تطور ملحوظ على الفن المصري أو الحياة المصرية فكل شيء صار في مجراه الطبيعي وإن كانت هناك عناصر جديدة في الفن المصري أو الفخار وهذه نتيجة منتظرة .
مراحل التحرير : ( طرد الهكسوس )
كان مركز حكم الهكسوس في شرقي الدلتا وامتد نفوذهم فشمل الدلتا بأكملها والصعيد وبدات عزمات التحرر من إقليم طيبة في أقصى الصعيد واستطاع حكامه أن يمدوا نفوذهم حتى أبيدوس وأزاحوا نفوذ الهكسوس حتى القوصية وعرفت أسرتهم باسم الأسرة السابعة عشرة الوطنية وعاصرت أواخر ملوك الهكسوس ، ومن اهم الشخصيات في تلك الفترة هم القادة الملوك "سقنن رع "وولداه "كامس و أحمس ".
وجعل أهل طيبة من اختلاف المذهب الديني بينهم وبين الهكسوس سبباً لجهادهم ضدهم . وبدأ الكفاح المسلح ضد الهكسوس الملك "سقنن رع " وبدات في عهده المعركة الأولى وانتهت بموت سقنن رع متأثراً بفأس قتال أو بلطة وهناك جراح في صدره ثم تولى الأمر ابنه الملك كامس الذي تولى زعامة طيبة وانطلق بجيشيه فطهر مصر الوسطى من الهكسوس واتجه إلى الشمال وساعد النوبيين وقطع كل الإمدادات عن الهكسوس وحاول ملك الهكسوس أن يقضي على كامس بمحاولة التعاون مع حاكم كوش ( النوبة ) وأرسل رسولاً له يدعوه إلى الوحدة معه واقتسام أرض مصر ولكن علم كامس بهذا وعاد على طيبة بعد علمه بالمؤامرة .
وتوفى كامس في ظروف غامضة ثم خلفه أخوه أحمس الذي أتم عمله وعمل أبيه وواصل الجهاد والكفاح والانتقام وجمع الأعوان وخرج لمهاجمة الهكسوس في عاصمتهم ودارت المعارك حولها وإلى الجنوب منها حتى سقطت وأجبروا أهلها على الخروج منها وسلموا لأحمس بشرط ان يدعهم يخرجون منها عائدين لبلادهم فوافق أحمس وخرجوا من مصر وتجمعوا في مدينة جنوب فلسطين تدعي شاروحين وتحصنوا بها وأدرك أحمس خطرهم فلحقهم بجيشه وحاصر المدينة ثلاث سنوات حتى سقطت فتركوا المدينة ، وهكذا لفظت مصر الهكسوس أغراباً كما دخلوها ففرقت حروب أحمس شملهم ثم جاءت حروب تحتمس الثالث فقطعت دابرهم ومحتهم محو تاماً من صفحات التاريخ كقوة حربية أو كأمة لها كيان .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى