فنون صناعة الحلي في مصر القديمة
صفحة 1 من اصل 1
فنون صناعة الحلي في مصر القديمة
يحظى التراث الحضاري المصري بأهمية بالغة خاصة في الأوساط الثقافية والعملية وذلك في ضوء ما يحتويه هذا التراث من ثروات فكرية وعلمية تعتبر هي الأساس في تواصل الحضارات الإنسانية لأكثر من سبعة آلاف عام ذلك الوقت الذي بدأ فيه الإنسان في تسجيل التراث .
والمتاحف هي الذاكرة الحية للتراث الحضاري بما تحتويه من مقتنيات من مختلف العصور والحقب التاريخية وتجئ الحضارة المصرية القديمة التي تمثل أكثر الحضارات ثراءا وتنوعاً عبر العصور ما قبل التاريخ إلى العصر الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي وحتى العصر الحديث .
وباعتبار تكنولوجيا المعلومات هي أحد الوسائل الفعالة لحفظ التراث وتسجيله فقد تم الاتفاق بين كل من وزارة الثقافة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لتنفيذ برنامج لتوثيق التراث المصري ضمن خطة قومية تهدف إلى تسجيل وحفظ هذا التراث ونشره .
ومن أهم مشروعات هذا البرنامج مشروع توثيق مقتنيات المتحف المصري بما يضمه من ثروات وكنوز هائلة حيث يعتبر المتحف المصري واحدا من أهم وأكبر المتاحف العالمية والذي يقصده العلماء والمفكرين والباحثين والسائحين وذلك للتنقيب عن الماضي ودراسته واستنشاق عبق التاريخ المصري القديم .
وبانتهاء التسجيل الآلي لبيانات مقتنيات المتحف المصري يكون قد تم التحول من النظام اليدوي إلى النظام الآلي للتوثيق مارا بمراحل مختلفة بدأت باستخدام الكاميرات الرقمية للتصوير التوثيقي فالمسح الضوئي ثم التسجيل على الحاسبات وتنتهي على شبكات الإنترنت وذلك من أجل توفير البيانات والمعلومات للعالم أجمع .
وتحتوي قاعدة بيانات المتحف المصري التي تم بناءها على البيانات الأساسية لكافة المحتويات التي تزيد عن 140 ألف قطعة قد أصبح للمتحف المصري الآن في كل قسم من أقسامه السبعة قاعدة بيانات إليه تسمح بأعمال البحث والاسترجاع والإضافة والجرد مما سيوفر للمتحف أوات متنوعة لتسجيل كافة تحركات كل قطعة أثرية بداخله أو عندما يتم إعارتها لجهة خارجية وقسم الحلي هو أحد الأقسام الهامة فهو يحتوي على 10355 قطعة حلي من أنواع مختلفة وتشكل الحلي الذهبية النسبة الكبرى من هذه المجموعة حيث يبلغ عددها 2786 قطعة .
و لزيادة نشر الوعي والمعرفة بالتراث الحضاري المصري يأتي إنتاج هذا الكتاب كأحد مخرجات قاعدة البيانات المصورة حيث تم اختيار مجموعة منتقاه من الحلي لتوضح مدي تقدم هذا الفن في مصر القديمة .
مقدمة :
وجدت الحلي في كل الحضارات القديمة والحديثة وكان الغرض الأساسي منها هو
1 - التزين والزخرف ويرتديها الرجال والنساء على سواء لتدل على سواء لتدل على ثراء صاحبها وتجميل وتزيين صورته هو نفسه حيث نعرف أن العناية بالجمال والتزين جاءا للإنسان في فطرته .
2 - الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الانسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظة و تبعد عنة الشرور بل و توقف تأثير السحر ضدة مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة و بركة وحسن طالع وحظا سعيدا حسب
وقد لبس الإنسان الحلي منذ عصور ما قبل التاريخ حيث عثر على خرزات أو أساور وخواتم أو دلايات ذات أشكال بسيطة مصنوعة من الحجر وملونه أو من عظم أو عاج أو حتى من الطين وذلك في مقابر العصر الحجري الحديث في الفيوم وفي (مرمة بني سلامه ) وترجع إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد وفي حضارة البداري عثر على أكاليل للرأس أو أحزمة للوسط مصنوعة من الجلد وفي العمرة ظهر القيشاني واستعمل الذهب والنحاس في صناعة الحلي كما عثر على تمثال لسيدة تلبس خلخالا حول قدمها وكانت تماثيل الآلهة في المعابد تلبس الحلي أيضا وذلك أثناء عمل الطقوس ونعرف وذلك من مناظر الحلي التي كانت تنقش على جدران المعابد والمقابر والتوابيت وكان للحلي أسماء وقوائم وكان هناك تقليد لإهداء كبار الموظفين الحلي في الأعياد والمناسبات ويحدث ذلك من شرفة التجليات بالقصر الملكي أو بالمعبد كما كان هناك حلي تهدي مثل الأوسمة والنياشين لقواد الجيش وكبار الموظفين وهناك أيضا حلي توضع على الحيوانات لتزيينها وحراستها من النظرة الشريرة والحسد أو فقدها ولتباركها مثل الكلاب والقطط والبهائم والقرود .
- الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الإنسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظه وتبعد عنه الشرور وتوقف تأثير السحر ضده مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة وبركة وحسن طالع وحظا سعيدة حسب عقيدته التي يعتقدها ولذلك فان الحلي لها قوة التميمة السحرية .
وتطور لبس الحلي بعد ذلك حتى أصبحت تلبس كتميمة ودخلت فيها العناصر الزخرفية التي تظهر جمال من يرتديها واستمدت الحلي موادها وأشكالها من البيئة المصرية .
فكان هناك حلي للتزين في حياة اليومية وكتميمة للحراسة والحماية وكانت تصنع من الذهب وترصع بأحجار شبة كريمة وتزود بمشابك أو محابس أو بسلك ذهب أو خيوط رفيعة .
كما كان هناك أيضا حلي للتزين والحماية في العالم الآخر ولها أغراض سحرية لحماية من يلبسها في العالم الآخر وحماية جسده من كل الشرور وكانت تصنع من مواد غير ثمينة نوعا مثل الخشب المذهب والجص المذهب أو الحجر والقيشاني أو من العظم والعاج وحتى من الطين.
ومن الواضح أنه لم يكن من المستطاع لبس هذه الحلي في الحياة الدنيا لثقلها وسهولة كسرها ولعدم تناسبها وملاءمتها للحياة اليومية وكانت هذه الحلي توضع أو تثبت بخيط على الجثة وليس لها مشابك وفي بعض الأحيان يصعب تحديد نوع الحلي أن كان للأحياء أو كان للحياة الأخرى ولذلك فأنه يستعان بالرسوم الموجودة للحلي على توابيت عصر الدولة الوسطي حيث نجد أن ما رسم عليها كان بديلا عن الحلي الجنائزي الحقيقي والذي كان يرسم ليبقي أبدا مادام التابوت باقيا أو كان يرسم خوفا من سرقة الحلي الحقيقية أن كانت موجودة بالفعل .
أنواع الحلي ووظائفها :
القلائد العريضة ..... وكانت تصنع من صفوف متعددة من الخرز أو القيشاني ولها نهاية على شكل نصف دائرة وكانت تغطي أعلى الصدر وهناك نوع ثان يصنع من خرزات تصف في صفوف وفي مجموعات منفصلة كل مجموعة عن الأخرى ويفصلها عن بعضها البعض شرائط مختلفة الألوان ثم هناك نوع ثالث تنتهي من الجانبين بحلية على هيئة رأس الصقر بدلا من النهاية نصف الدائرية من المعدن أو القيشاني.
وكان هناك قلائد جنائزية تنقش على جدران المقابر أو على أوراق البردي وكانت التعويذة الخاصة بالقلائد تتلي بواسطة الكاهن أثناء وضع القلادة على الجثة وهنا يطلب الكاهن من إيزيس حماية المتوفى منذ يوم دفنه وهناك قلائد صنعت من ذهب رقيق مثل قلائد توت عنخ آمون التي كانت على هيئة الصقر حور أو على هيئة النسرة نخبت أو على هيئة الاثنين معا لحماية الملك كما كان هناك قلائد من الذهب قابلة للانثناء مصنوعة من قطع صغيرة منظومة في خيوط أو أسلاك من الذهب وكانت ترصع بأحجار شبة كريمة وبالزجاج الملون كما ظهرت أنواع أخري من القلائد في المقابر تانيس لملوك الأسرتين 21،22.
الصدريات ...... وهي عبارة عن حلي تلبس على الصدر مربعة أو مسطيلة الشكل أو على هيئة شبة منحرف وكانت تعلق بواسطة خيط أو خيط منظوم به خرزات ومن أهم الصدريات تلك المعروفة من عصر الدولة الوسطى حوالي (1900ق.م ) والمصنوعة من الذهب والمرصعة بأحجار شبه كريمة مثل حجر ( لاماثيست ) والعقيق البني والفلسبار واللازورد والفيروز والبللور الصخري والاوبسيديان وكانت الصدريات تزخرف برموز مقدسة وأسماء الملوك كحلي ولذلك فأنها كانت تضمن الرخاء أو الحياة أو الدوام حسب ما يدل عليه الشكل المنقوش عليها .
ومنذ عصور الدولة الحديثة بدأنا نرى صدريات تعطي للمتوفى كتمائم تزخرف بصور الحياة الأخرى إلى جانب الأرباب التي يعبدها المتوفى ويطلب حمايتها مثل ( إيزيس ) و ( أوزيريس) و (انوبيس ووب واوت ) وعمود الجد (الثبات ) وعقدة (إيزيس للسحر ) ومركب الشمس وعليها الجعران وهنا كانت وظيفة الصدرية تامين إعادة الحياة للمتوفى وتأمين مصاحبته لرب الشمس في رحلته في العالم الآخر .
الأساور والخلاخيل ..... لبست الأساور والخلاخيل لما فيها من قوة سحرية فالإسورة تحيط بالمعصم أو تلبس على الذراع لتصنع دائرة سحرية (أو تحويطه ) وكذلك الخلخال الذي يلبس عند القدم وهذه الأساور والخلاخيل معروفة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت تصنع من العظم وهذه الأساور والخلاخيل والخشب والجلد والشعر ثم عملت خرزات في خيوط منظومة وكانت هذه الخرزات تصنع وكانت ترصع بأحجار شبة كريمة أو بالزجاج وكانت تستعمل في الحياة اليومية كحلي للتزين أو للحماية أو توضع مع المتوفى في حجرة الدفن أو كانت تصور على الجدران أو على أسطح التوابيت أو تظهر في المناظر وقد تقلدها الشخص نفسه .
ومن أقدم الأساور التي عثر عليها في مصر في العصور التاريخية أساور عثر عليها في مقبرة (جر) في أبيدوس من عصر الأسرة الأولي .
وكانت ألوان الحلي أو مواد تطعيمها ذات معان أيضا فاللون الأزرق كان يمثل الحماية من النظرة الشريرة أو العين الحاسدة واللون الخضر يمنح الرخاء وإعادة الشباب والحياة وكان الجعران يصنع من القيشاني الخضر أو الأزرق أو من أحجار شبة كريمة وكان يرمز لرب الشمس المتجدد وأخيرا فأنه من الملاحظ أن أشكال الأرباب التي كانت تلبس كتمائم في الصدريات أو غيرها كان يطلب منها الحماية والحراسة لمن يلبس التميمة وكانت توضع على الجسد في الأماكن التي كانت معرضة للأخطار مثل الرقبة والرسغ ومفصل القدم والأصابع والوسط .
وكان من أجمل الأساور ما عثر عليه في مقابر أميرات الأسرة الثانية عشر ( خنوميت وسات حتحور وسات حتحور ايونيت ومرت وورت ونفرو بتاح ) في دهشور والاهون وهوارة وكذلك ما عثر عليه في مقابر الملكة اياح حتب من عصر الاسرة السابعة والملك زتزت عنخ آمون من عصر الأسرة الثامنة عشر وأساور الملك رمسيس الثاني وأساور بانجم الثاني والأساور التي عثر عليها في تانيس ( الأسرتين 21،22 ) .
حلي الرأس ...... بدأت حلي الرأس كأكاليل من أغصان الشجر وأعواد الزهور وكان هناك شرائط من القماش لربط الشعر حتى لا يتدلي الشعر أو الباروكة على الوجه أثناء العمل وكذلك للزينة ثم عملت بعد ذلك من معدن الذهب أ و النحاس كما صنعت باروكات وقلنسوات من شعر مستعار من جدائل الكتان او الصوف أو الشعر وزخرفت بوريدات من الذهب مطعمة بأحجار شبة كريمة أو بزجاج ملون مثل الكاليل التي لبستها نفرت زوجة رع حتب أو بنات خنو محتب أو أكاليل ملكات عصر الدولة الوسطي ( خنوميت )
حلي الأذن ..... لبس المصري القديم الأقراط منذ عصر الانتقال الثاني ( حوالي عام 1650 ق.م ) وربما كان أول من لبس الأقراط من الملوك هو تحتمس الرابع 1410 ق .م حيث ظهر ذلك من حلمة أذن موميائه المثقوبة وكانت هذه الأقراط من الذهب أو من الذهب المطعم ومن أجمل ما عثر عليه من أقراط ملكية تلك الخاصة بالملك ( توت عنخ آمون ) أو تلك التي تحلت بها الملكة ( نفرتاري ) في مناظر مقبرتها بوادي الملكات أو أقراط الملك سيتي الثاني أو مقابر تانيس لملوك الأسرتين 21 , 22 .
حلي الأصابع .... أستعملت حلي الأصابع منذ عصور ما قبل التاريخ أيضا وتطورت كبيرا في عصر الدول الحديثة ومن أجمل الأمثلة للخواتم هو ما عثر عليه في مقبرة ( توت عنخ أمون ) أو في مقابر تانيس لملوك الأسرتين 21,22
التمائم ورموزها ومعانيها ..... كانت التمائم ترتدي كحلي وبغرض الحماية وإبطال فعل الأذى والأخطار غير المتوقعة وكانت تستخدم أيضا لدفع الشر وأعمال السحر كما كانت تمد حاملها بالقوة والحظ السعيد والبركة فلذلك كانت التميمة تصنع على هيئة أشكال الأرباب أو الرموز المقدسة وكانت تعرف في اللغة المصرية باسم (وجا) التي تعني الشفاء أو ( مكت حعو ) حامية الجسد أو ( سا ) وتعني الحماية أو نختو وتعني تميمة ويمكن أن تأخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يضعها في قطعة من الحلي.
وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا وتساعده على تجديد شبابه وتمده بالحظ السعيد خاصة إذا كانت مصنوعة من حجر أو قيشاني أخضر أو أزرق أو بني .
وقد ذكر في قرطاس بردي موجود في متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجمبيز تحوي أشياء نافعة ومن يملك الفضة يشفي ويمتلك الثروة ويمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة ويستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة .
ولبست التمائم أيضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن انتقائها وكانت الحيوانات تزود بتمائم ايضا لحمايتها او لزيادة خصوبتها ( مثل البقر والقطط وغيرها ) وكانت تميمة الإصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير .
أما تميمة مسند الرأس (ورس ) فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى( رقم 166) والتي كانت تساعد في حفظ وصل الرأس بالجسد .
وكانت تميمة عمود الجد تزود الجسد بالدوام والقوة ( الفصل 155 من كتاب الموتى ) في حين كانت تميمة الذراعين المرتفعتين ( كا ) تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبة ليتقبل القربان أما تميمة ساق البردي ( واج ) فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية وكانت ترمز لقوة الشباب وحيويته .
اما العين المقدسة ( وجات ) فكانت تضمن سلامة الجسد وتمده بالحماية ضد العين الشريرة والسحر ( الفصل 167 من كتاب الموتى ) .
وكان الخاتم ( شن ) يصنع دائرة سحرية ( تحويطة ) حول الأصبع لحمايته من الكسر ويمد من يلبسه بقوة في حين يقوم صولجان ( واس ) بضمان رخاء من يحمله وعقدة ايزيس ( تيت ) كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب وتميمة ( المنيت ) والتي صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل والسكينة وكانت رمزا للخصوبة والمساعدة في الولادة والرضاعة لارتباطها بالربة حتحور .
وقد ضمنت علامة ( نفر ) الشباب الأيدي والجمال أما تميمة القلب فكانت نرمز للمعرفة والقوة للمقدرة على التنفس مرة أخري .
أما علامة ( سما ) فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة وتمائم التيجان ( الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة والقوة في حين ساعدت تميمة مخلب الطائر في الدفاع عن النفس .
المعادن والأحجار المستخدمة في صناعة الحلي:
النحاس ....... هو من أقدم المعادن التي استخدمت في مصر وكان يستخرج من الصحراء الشرقية وسيناء خاصة من مناطق سرابيط الخادم والمغارة .
الذهب........ وكان يستخرج من الصحراء الشرقية خاصة من وادي الحمامات (الفواخير ) الذي يربط بين قنا ومنطقة القصير على ساحل البحر الحمر كما أن الذهب كان يجلب فيما بعد من السودان وغرب آسيا .
الفضة ...... لم توجد بكميات كبيرة في مصر وكانت تستخلص من شوائب الذهب أو تجلب من بلاد غرب آسيا وكانت الفضة تعتبر أغلي من الذهب .
الالكتروم (الذهب الأبيض ).... عبارة عن خليط مكون من حوالي 75% ذهب – 22% فضة – 3%نحاس وكان يستخرج من مصر وتستورد منه كميات كبيرة من بلاد بونت ( ربما الصومال ) وهو أكثر صلابة من الذهب لذلك كان يستخدم في صناعة الحلي وتغطية قطع الأثاث الخشبية والأبواب وقمم المسلات .
خام الحديد (حديد الشهب ) .......وكان يستخدم في عمل الخرز والتمائم وقد لاحظ قدماء المصريين أن هذا المعدن يصدأ بسرعة ولذلك لم يستعملوه كثيرا .
أحجار تطعيم الحلي:
وجدت معظم الأحجار شبه الكريمة في الصحراء المصرية وبعضها استورد من بلاد أخري.
الفيروز ( ازرق فاتح ) ... كان يستخرج من سيناء ( سرابيط الخادم ووادي المغارة ) ألا انه لم يستخدم على نطاق واسع في الحلي المصرية القديمة .
اللازورد ( أزرق غامق ).... على الرغم من احتمال عدم وجوده في مصر غلا أنه أستخدم بكميات كبيرة في الحلي المصرية منذ أقدم العصور وهو يوجد بكثرة في جبل في أفغانستان يسمي (بدخشان ) وكان يجلب إلى مصر عن طريق التجارة مع بعض أقاليم آسيا الغربية ( فارس – بلاد النهرين سوريا فينيقيا ) .
العقيق ( البني والأحمر ) ... يوجد بكميات كبيرة في صحاري مصر وبأنواعه وألوان متعدده .
الاماثيست ( ذو اللون البنفسجي ) .... واستخدم منذ عصر الأسرة الأولي في حلي الملك (جر ) ووجد اغلبة في الصحراء الشرقية ( وادي الهودي ) بالقرب من اسوان وفي الصحراء الغربية بالقرب من أبوسمبل .
اليشب أو العقيق اليماني .. وجد في مصر بكميات كبيرة خاصة في الصحراء الشرقية .
الفلسبار .. وهو حجر ازرق فاتح كان يستدخم عادة في المجوهرات خاصة في عصر الدولة الوسطي إلى جانب الحلي التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون وكان يستخرج من الصحراء الشرقية .
البللور الصخري ... كان يستخرج من محاجر أبو سمبل وأسوان في الصحراء الغربية وكان الزجاج الملون والقيشاني يقلد ويحل محل الأحجار في صناعة الخرز والتطعيم لإنسان العينفي التماثيل .
أهمية وجود الألوان في الحلي
الازرق يرمز للخصوبة والحماية من العين الشريرة (الحسد )
الأخضر كان يستخدم لضمان الخصوبة والرفاهية وتجديد الشباب وكانت الجعارين والتمائم على شكل قلب تصنع من الأحجار ذات اللون الأخضر أو الأزرق أو القيشاني لتضمن الخصوبة غلي جانب الحظ السعيد وإعادة الولادة والرفاهية والحماية.
البني كان الدم والحياة. الأسود كان أيضا يرمز إلى لون الخصوبة وكان جسد أوزير رب البعث والعالم والآخر يمثل باللون الأسود .
الطرق المختلفة للتصنيع اليدوي :
رسومات المقابر والمعابد والقطع المتحفية هي مصادرنا للحصول على معلومات عن كيفية صناعة المعادن والتطعيم .
التفريغ ....كان هو الأسلوب المستخدم على نطاق واسع في صناعة الصدريات ومحابس الأحزمة ويعجب الإنسان بما عثر عليه في مقبرة الملك توت عنخ آمون المستخدم فيها هذا الأسلوب وطريقة صناعتها الدقيقة .
طلاء بالمنيا .... وكان معروفا في مصر القديمة منذ عصر الدولة الحديثة .
التكفيت (كلوازونى) ... وكان يستخدم في الصدريات والدلايات والأساور وغيرها وهو استخدم رقائق من الذهب يصاغ عليها أشكال دقيقة بواسطة تثبيت أسلاك الذهب وتطعم بأحجار سبة كريمة أو بزجاج ملون .
التحبيب ....هذا الأسلوب مازال يطرح العديد من الأسلة عن كيفية صناعة هذه الكرات الصغيرة جدا من الذهب وكيف يتم لحامها على أسطح من الرقائق الذهبية لتكوين أشكالا إنسانية وحيوانية وزخارف مختلفة .
والمتاحف هي الذاكرة الحية للتراث الحضاري بما تحتويه من مقتنيات من مختلف العصور والحقب التاريخية وتجئ الحضارة المصرية القديمة التي تمثل أكثر الحضارات ثراءا وتنوعاً عبر العصور ما قبل التاريخ إلى العصر الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي وحتى العصر الحديث .
وباعتبار تكنولوجيا المعلومات هي أحد الوسائل الفعالة لحفظ التراث وتسجيله فقد تم الاتفاق بين كل من وزارة الثقافة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لتنفيذ برنامج لتوثيق التراث المصري ضمن خطة قومية تهدف إلى تسجيل وحفظ هذا التراث ونشره .
ومن أهم مشروعات هذا البرنامج مشروع توثيق مقتنيات المتحف المصري بما يضمه من ثروات وكنوز هائلة حيث يعتبر المتحف المصري واحدا من أهم وأكبر المتاحف العالمية والذي يقصده العلماء والمفكرين والباحثين والسائحين وذلك للتنقيب عن الماضي ودراسته واستنشاق عبق التاريخ المصري القديم .
وبانتهاء التسجيل الآلي لبيانات مقتنيات المتحف المصري يكون قد تم التحول من النظام اليدوي إلى النظام الآلي للتوثيق مارا بمراحل مختلفة بدأت باستخدام الكاميرات الرقمية للتصوير التوثيقي فالمسح الضوئي ثم التسجيل على الحاسبات وتنتهي على شبكات الإنترنت وذلك من أجل توفير البيانات والمعلومات للعالم أجمع .
وتحتوي قاعدة بيانات المتحف المصري التي تم بناءها على البيانات الأساسية لكافة المحتويات التي تزيد عن 140 ألف قطعة قد أصبح للمتحف المصري الآن في كل قسم من أقسامه السبعة قاعدة بيانات إليه تسمح بأعمال البحث والاسترجاع والإضافة والجرد مما سيوفر للمتحف أوات متنوعة لتسجيل كافة تحركات كل قطعة أثرية بداخله أو عندما يتم إعارتها لجهة خارجية وقسم الحلي هو أحد الأقسام الهامة فهو يحتوي على 10355 قطعة حلي من أنواع مختلفة وتشكل الحلي الذهبية النسبة الكبرى من هذه المجموعة حيث يبلغ عددها 2786 قطعة .
و لزيادة نشر الوعي والمعرفة بالتراث الحضاري المصري يأتي إنتاج هذا الكتاب كأحد مخرجات قاعدة البيانات المصورة حيث تم اختيار مجموعة منتقاه من الحلي لتوضح مدي تقدم هذا الفن في مصر القديمة .
مقدمة :
وجدت الحلي في كل الحضارات القديمة والحديثة وكان الغرض الأساسي منها هو
1 - التزين والزخرف ويرتديها الرجال والنساء على سواء لتدل على سواء لتدل على ثراء صاحبها وتجميل وتزيين صورته هو نفسه حيث نعرف أن العناية بالجمال والتزين جاءا للإنسان في فطرته .
2 - الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الانسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظة و تبعد عنة الشرور بل و توقف تأثير السحر ضدة مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة و بركة وحسن طالع وحظا سعيدا حسب
وقد لبس الإنسان الحلي منذ عصور ما قبل التاريخ حيث عثر على خرزات أو أساور وخواتم أو دلايات ذات أشكال بسيطة مصنوعة من الحجر وملونه أو من عظم أو عاج أو حتى من الطين وذلك في مقابر العصر الحجري الحديث في الفيوم وفي (مرمة بني سلامه ) وترجع إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد وفي حضارة البداري عثر على أكاليل للرأس أو أحزمة للوسط مصنوعة من الجلد وفي العمرة ظهر القيشاني واستعمل الذهب والنحاس في صناعة الحلي كما عثر على تمثال لسيدة تلبس خلخالا حول قدمها وكانت تماثيل الآلهة في المعابد تلبس الحلي أيضا وذلك أثناء عمل الطقوس ونعرف وذلك من مناظر الحلي التي كانت تنقش على جدران المعابد والمقابر والتوابيت وكان للحلي أسماء وقوائم وكان هناك تقليد لإهداء كبار الموظفين الحلي في الأعياد والمناسبات ويحدث ذلك من شرفة التجليات بالقصر الملكي أو بالمعبد كما كان هناك حلي تهدي مثل الأوسمة والنياشين لقواد الجيش وكبار الموظفين وهناك أيضا حلي توضع على الحيوانات لتزيينها وحراستها من النظرة الشريرة والحسد أو فقدها ولتباركها مثل الكلاب والقطط والبهائم والقرود .
- الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الإنسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظه وتبعد عنه الشرور وتوقف تأثير السحر ضده مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة وبركة وحسن طالع وحظا سعيدة حسب عقيدته التي يعتقدها ولذلك فان الحلي لها قوة التميمة السحرية .
وتطور لبس الحلي بعد ذلك حتى أصبحت تلبس كتميمة ودخلت فيها العناصر الزخرفية التي تظهر جمال من يرتديها واستمدت الحلي موادها وأشكالها من البيئة المصرية .
فكان هناك حلي للتزين في حياة اليومية وكتميمة للحراسة والحماية وكانت تصنع من الذهب وترصع بأحجار شبة كريمة وتزود بمشابك أو محابس أو بسلك ذهب أو خيوط رفيعة .
كما كان هناك أيضا حلي للتزين والحماية في العالم الآخر ولها أغراض سحرية لحماية من يلبسها في العالم الآخر وحماية جسده من كل الشرور وكانت تصنع من مواد غير ثمينة نوعا مثل الخشب المذهب والجص المذهب أو الحجر والقيشاني أو من العظم والعاج وحتى من الطين.
ومن الواضح أنه لم يكن من المستطاع لبس هذه الحلي في الحياة الدنيا لثقلها وسهولة كسرها ولعدم تناسبها وملاءمتها للحياة اليومية وكانت هذه الحلي توضع أو تثبت بخيط على الجثة وليس لها مشابك وفي بعض الأحيان يصعب تحديد نوع الحلي أن كان للأحياء أو كان للحياة الأخرى ولذلك فأنه يستعان بالرسوم الموجودة للحلي على توابيت عصر الدولة الوسطي حيث نجد أن ما رسم عليها كان بديلا عن الحلي الجنائزي الحقيقي والذي كان يرسم ليبقي أبدا مادام التابوت باقيا أو كان يرسم خوفا من سرقة الحلي الحقيقية أن كانت موجودة بالفعل .
أنواع الحلي ووظائفها :
القلائد العريضة ..... وكانت تصنع من صفوف متعددة من الخرز أو القيشاني ولها نهاية على شكل نصف دائرة وكانت تغطي أعلى الصدر وهناك نوع ثان يصنع من خرزات تصف في صفوف وفي مجموعات منفصلة كل مجموعة عن الأخرى ويفصلها عن بعضها البعض شرائط مختلفة الألوان ثم هناك نوع ثالث تنتهي من الجانبين بحلية على هيئة رأس الصقر بدلا من النهاية نصف الدائرية من المعدن أو القيشاني.
وكان هناك قلائد جنائزية تنقش على جدران المقابر أو على أوراق البردي وكانت التعويذة الخاصة بالقلائد تتلي بواسطة الكاهن أثناء وضع القلادة على الجثة وهنا يطلب الكاهن من إيزيس حماية المتوفى منذ يوم دفنه وهناك قلائد صنعت من ذهب رقيق مثل قلائد توت عنخ آمون التي كانت على هيئة الصقر حور أو على هيئة النسرة نخبت أو على هيئة الاثنين معا لحماية الملك كما كان هناك قلائد من الذهب قابلة للانثناء مصنوعة من قطع صغيرة منظومة في خيوط أو أسلاك من الذهب وكانت ترصع بأحجار شبة كريمة وبالزجاج الملون كما ظهرت أنواع أخري من القلائد في المقابر تانيس لملوك الأسرتين 21،22.
الصدريات ...... وهي عبارة عن حلي تلبس على الصدر مربعة أو مسطيلة الشكل أو على هيئة شبة منحرف وكانت تعلق بواسطة خيط أو خيط منظوم به خرزات ومن أهم الصدريات تلك المعروفة من عصر الدولة الوسطى حوالي (1900ق.م ) والمصنوعة من الذهب والمرصعة بأحجار شبه كريمة مثل حجر ( لاماثيست ) والعقيق البني والفلسبار واللازورد والفيروز والبللور الصخري والاوبسيديان وكانت الصدريات تزخرف برموز مقدسة وأسماء الملوك كحلي ولذلك فأنها كانت تضمن الرخاء أو الحياة أو الدوام حسب ما يدل عليه الشكل المنقوش عليها .
ومنذ عصور الدولة الحديثة بدأنا نرى صدريات تعطي للمتوفى كتمائم تزخرف بصور الحياة الأخرى إلى جانب الأرباب التي يعبدها المتوفى ويطلب حمايتها مثل ( إيزيس ) و ( أوزيريس) و (انوبيس ووب واوت ) وعمود الجد (الثبات ) وعقدة (إيزيس للسحر ) ومركب الشمس وعليها الجعران وهنا كانت وظيفة الصدرية تامين إعادة الحياة للمتوفى وتأمين مصاحبته لرب الشمس في رحلته في العالم الآخر .
الأساور والخلاخيل ..... لبست الأساور والخلاخيل لما فيها من قوة سحرية فالإسورة تحيط بالمعصم أو تلبس على الذراع لتصنع دائرة سحرية (أو تحويطه ) وكذلك الخلخال الذي يلبس عند القدم وهذه الأساور والخلاخيل معروفة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وكانت تصنع من العظم وهذه الأساور والخلاخيل والخشب والجلد والشعر ثم عملت خرزات في خيوط منظومة وكانت هذه الخرزات تصنع وكانت ترصع بأحجار شبة كريمة أو بالزجاج وكانت تستعمل في الحياة اليومية كحلي للتزين أو للحماية أو توضع مع المتوفى في حجرة الدفن أو كانت تصور على الجدران أو على أسطح التوابيت أو تظهر في المناظر وقد تقلدها الشخص نفسه .
ومن أقدم الأساور التي عثر عليها في مصر في العصور التاريخية أساور عثر عليها في مقبرة (جر) في أبيدوس من عصر الأسرة الأولي .
وكانت ألوان الحلي أو مواد تطعيمها ذات معان أيضا فاللون الأزرق كان يمثل الحماية من النظرة الشريرة أو العين الحاسدة واللون الخضر يمنح الرخاء وإعادة الشباب والحياة وكان الجعران يصنع من القيشاني الخضر أو الأزرق أو من أحجار شبة كريمة وكان يرمز لرب الشمس المتجدد وأخيرا فأنه من الملاحظ أن أشكال الأرباب التي كانت تلبس كتمائم في الصدريات أو غيرها كان يطلب منها الحماية والحراسة لمن يلبس التميمة وكانت توضع على الجسد في الأماكن التي كانت معرضة للأخطار مثل الرقبة والرسغ ومفصل القدم والأصابع والوسط .
وكان من أجمل الأساور ما عثر عليه في مقابر أميرات الأسرة الثانية عشر ( خنوميت وسات حتحور وسات حتحور ايونيت ومرت وورت ونفرو بتاح ) في دهشور والاهون وهوارة وكذلك ما عثر عليه في مقابر الملكة اياح حتب من عصر الاسرة السابعة والملك زتزت عنخ آمون من عصر الأسرة الثامنة عشر وأساور الملك رمسيس الثاني وأساور بانجم الثاني والأساور التي عثر عليها في تانيس ( الأسرتين 21،22 ) .
حلي الرأس ...... بدأت حلي الرأس كأكاليل من أغصان الشجر وأعواد الزهور وكان هناك شرائط من القماش لربط الشعر حتى لا يتدلي الشعر أو الباروكة على الوجه أثناء العمل وكذلك للزينة ثم عملت بعد ذلك من معدن الذهب أ و النحاس كما صنعت باروكات وقلنسوات من شعر مستعار من جدائل الكتان او الصوف أو الشعر وزخرفت بوريدات من الذهب مطعمة بأحجار شبة كريمة أو بزجاج ملون مثل الكاليل التي لبستها نفرت زوجة رع حتب أو بنات خنو محتب أو أكاليل ملكات عصر الدولة الوسطي ( خنوميت )
حلي الأذن ..... لبس المصري القديم الأقراط منذ عصر الانتقال الثاني ( حوالي عام 1650 ق.م ) وربما كان أول من لبس الأقراط من الملوك هو تحتمس الرابع 1410 ق .م حيث ظهر ذلك من حلمة أذن موميائه المثقوبة وكانت هذه الأقراط من الذهب أو من الذهب المطعم ومن أجمل ما عثر عليه من أقراط ملكية تلك الخاصة بالملك ( توت عنخ آمون ) أو تلك التي تحلت بها الملكة ( نفرتاري ) في مناظر مقبرتها بوادي الملكات أو أقراط الملك سيتي الثاني أو مقابر تانيس لملوك الأسرتين 21 , 22 .
حلي الأصابع .... أستعملت حلي الأصابع منذ عصور ما قبل التاريخ أيضا وتطورت كبيرا في عصر الدول الحديثة ومن أجمل الأمثلة للخواتم هو ما عثر عليه في مقبرة ( توت عنخ أمون ) أو في مقابر تانيس لملوك الأسرتين 21,22
التمائم ورموزها ومعانيها ..... كانت التمائم ترتدي كحلي وبغرض الحماية وإبطال فعل الأذى والأخطار غير المتوقعة وكانت تستخدم أيضا لدفع الشر وأعمال السحر كما كانت تمد حاملها بالقوة والحظ السعيد والبركة فلذلك كانت التميمة تصنع على هيئة أشكال الأرباب أو الرموز المقدسة وكانت تعرف في اللغة المصرية باسم (وجا) التي تعني الشفاء أو ( مكت حعو ) حامية الجسد أو ( سا ) وتعني الحماية أو نختو وتعني تميمة ويمكن أن تأخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يضعها في قطعة من الحلي.
وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا وتساعده على تجديد شبابه وتمده بالحظ السعيد خاصة إذا كانت مصنوعة من حجر أو قيشاني أخضر أو أزرق أو بني .
وقد ذكر في قرطاس بردي موجود في متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجمبيز تحوي أشياء نافعة ومن يملك الفضة يشفي ويمتلك الثروة ويمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة ويستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة .
ولبست التمائم أيضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن انتقائها وكانت الحيوانات تزود بتمائم ايضا لحمايتها او لزيادة خصوبتها ( مثل البقر والقطط وغيرها ) وكانت تميمة الإصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير .
أما تميمة مسند الرأس (ورس ) فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى( رقم 166) والتي كانت تساعد في حفظ وصل الرأس بالجسد .
وكانت تميمة عمود الجد تزود الجسد بالدوام والقوة ( الفصل 155 من كتاب الموتى ) في حين كانت تميمة الذراعين المرتفعتين ( كا ) تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبة ليتقبل القربان أما تميمة ساق البردي ( واج ) فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية وكانت ترمز لقوة الشباب وحيويته .
اما العين المقدسة ( وجات ) فكانت تضمن سلامة الجسد وتمده بالحماية ضد العين الشريرة والسحر ( الفصل 167 من كتاب الموتى ) .
وكان الخاتم ( شن ) يصنع دائرة سحرية ( تحويطة ) حول الأصبع لحمايته من الكسر ويمد من يلبسه بقوة في حين يقوم صولجان ( واس ) بضمان رخاء من يحمله وعقدة ايزيس ( تيت ) كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب وتميمة ( المنيت ) والتي صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل والسكينة وكانت رمزا للخصوبة والمساعدة في الولادة والرضاعة لارتباطها بالربة حتحور .
وقد ضمنت علامة ( نفر ) الشباب الأيدي والجمال أما تميمة القلب فكانت نرمز للمعرفة والقوة للمقدرة على التنفس مرة أخري .
أما علامة ( سما ) فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة وتمائم التيجان ( الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة والقوة في حين ساعدت تميمة مخلب الطائر في الدفاع عن النفس .
المعادن والأحجار المستخدمة في صناعة الحلي:
النحاس ....... هو من أقدم المعادن التي استخدمت في مصر وكان يستخرج من الصحراء الشرقية وسيناء خاصة من مناطق سرابيط الخادم والمغارة .
الذهب........ وكان يستخرج من الصحراء الشرقية خاصة من وادي الحمامات (الفواخير ) الذي يربط بين قنا ومنطقة القصير على ساحل البحر الحمر كما أن الذهب كان يجلب فيما بعد من السودان وغرب آسيا .
الفضة ...... لم توجد بكميات كبيرة في مصر وكانت تستخلص من شوائب الذهب أو تجلب من بلاد غرب آسيا وكانت الفضة تعتبر أغلي من الذهب .
الالكتروم (الذهب الأبيض ).... عبارة عن خليط مكون من حوالي 75% ذهب – 22% فضة – 3%نحاس وكان يستخرج من مصر وتستورد منه كميات كبيرة من بلاد بونت ( ربما الصومال ) وهو أكثر صلابة من الذهب لذلك كان يستخدم في صناعة الحلي وتغطية قطع الأثاث الخشبية والأبواب وقمم المسلات .
خام الحديد (حديد الشهب ) .......وكان يستخدم في عمل الخرز والتمائم وقد لاحظ قدماء المصريين أن هذا المعدن يصدأ بسرعة ولذلك لم يستعملوه كثيرا .
أحجار تطعيم الحلي:
وجدت معظم الأحجار شبه الكريمة في الصحراء المصرية وبعضها استورد من بلاد أخري.
الفيروز ( ازرق فاتح ) ... كان يستخرج من سيناء ( سرابيط الخادم ووادي المغارة ) ألا انه لم يستخدم على نطاق واسع في الحلي المصرية القديمة .
اللازورد ( أزرق غامق ).... على الرغم من احتمال عدم وجوده في مصر غلا أنه أستخدم بكميات كبيرة في الحلي المصرية منذ أقدم العصور وهو يوجد بكثرة في جبل في أفغانستان يسمي (بدخشان ) وكان يجلب إلى مصر عن طريق التجارة مع بعض أقاليم آسيا الغربية ( فارس – بلاد النهرين سوريا فينيقيا ) .
العقيق ( البني والأحمر ) ... يوجد بكميات كبيرة في صحاري مصر وبأنواعه وألوان متعدده .
الاماثيست ( ذو اللون البنفسجي ) .... واستخدم منذ عصر الأسرة الأولي في حلي الملك (جر ) ووجد اغلبة في الصحراء الشرقية ( وادي الهودي ) بالقرب من اسوان وفي الصحراء الغربية بالقرب من أبوسمبل .
اليشب أو العقيق اليماني .. وجد في مصر بكميات كبيرة خاصة في الصحراء الشرقية .
الفلسبار .. وهو حجر ازرق فاتح كان يستدخم عادة في المجوهرات خاصة في عصر الدولة الوسطي إلى جانب الحلي التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون وكان يستخرج من الصحراء الشرقية .
البللور الصخري ... كان يستخرج من محاجر أبو سمبل وأسوان في الصحراء الغربية وكان الزجاج الملون والقيشاني يقلد ويحل محل الأحجار في صناعة الخرز والتطعيم لإنسان العينفي التماثيل .
أهمية وجود الألوان في الحلي
الازرق يرمز للخصوبة والحماية من العين الشريرة (الحسد )
الأخضر كان يستخدم لضمان الخصوبة والرفاهية وتجديد الشباب وكانت الجعارين والتمائم على شكل قلب تصنع من الأحجار ذات اللون الأخضر أو الأزرق أو القيشاني لتضمن الخصوبة غلي جانب الحظ السعيد وإعادة الولادة والرفاهية والحماية.
البني كان الدم والحياة. الأسود كان أيضا يرمز إلى لون الخصوبة وكان جسد أوزير رب البعث والعالم والآخر يمثل باللون الأسود .
الطرق المختلفة للتصنيع اليدوي :
رسومات المقابر والمعابد والقطع المتحفية هي مصادرنا للحصول على معلومات عن كيفية صناعة المعادن والتطعيم .
التفريغ ....كان هو الأسلوب المستخدم على نطاق واسع في صناعة الصدريات ومحابس الأحزمة ويعجب الإنسان بما عثر عليه في مقبرة الملك توت عنخ آمون المستخدم فيها هذا الأسلوب وطريقة صناعتها الدقيقة .
طلاء بالمنيا .... وكان معروفا في مصر القديمة منذ عصر الدولة الحديثة .
التكفيت (كلوازونى) ... وكان يستخدم في الصدريات والدلايات والأساور وغيرها وهو استخدم رقائق من الذهب يصاغ عليها أشكال دقيقة بواسطة تثبيت أسلاك الذهب وتطعم بأحجار سبة كريمة أو بزجاج ملون .
التحبيب ....هذا الأسلوب مازال يطرح العديد من الأسلة عن كيفية صناعة هذه الكرات الصغيرة جدا من الذهب وكيف يتم لحامها على أسطح من الرقائق الذهبية لتكوين أشكالا إنسانية وحيوانية وزخارف مختلفة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى