الإقطاع – التمليك،الاستغلال،المنفعة، في صدر الإسلام (دراسة تاريخية)
صفحة 1 من اصل 1
الإقطاع – التمليك،الاستغلال،المنفعة، في صدر الإسلام (دراسة تاريخية)
الملخص
يتناول هذا البحث الإقطاع عشية ظهور الإسلام و حتى أواخر الفترة الأموية، حيث كان موجودا في الدول القديمة مثل بيزنطة وفارس وظهرت أنواع مختلفة منه مثل: إقطاع الاستغلال، وإقطاع التمليك والإقطاع العسكري، وكان الإقطاع يقوم على أساس ما يقدمه الملوك للطبقة الخاصة من الأراضي على شكل تمليك أو استغلال أو هبة دون مقابل، وعرف العرب قبل الإسلام الإقطاع في منطقة اليمن فكان ملوكهم يقدمون الأراضي لأتباعهم وللطبقة الخاصة منهم.
عندما جاء الإسلام انتقل الإرث الإقطاعي إلى المجتمع الإسلامي ،فقد مارس الرسول (ص)الإقطاع، وكان جزء من سياسته في تقريب الطبقة الخاصة كالملوك وشيوخ القبائل طمعا في دخولهم الإسلام ،وفي نفس الوقت دعم الرسول(ص) الطبقة الخاصة من صحابته ومن أقربائه حتى أصبحوا من كبار الملاك في منطقة الجزيرة العربية ،وقد تنوعت اقطاعات الرسول منها إقطاع أراضي معروفة ومحددة وأراضي البور والأراضي الزراعية والمعادن والمواد العينية وآبار المياه وبيوت السكن،الأمر الذي ساعد على تكوين الملكيات الخاصة بشكل كبير لدى الطبقة الخاصة . وسار الخلفاء الراشدون على هدي السياسية النبوية، وكان الرسول مثلهم الأعلى في ذلك فاقطعوا الصحابة كثيرا من الأراضي الموات، والأراضي المزروعة .
وتوسع الإقطاع في العهد الأموي ليشكل جزء من سياسية الدولة،إذ أكثر الأمويون من إقطاع أنصارهم ومؤيديهم، وسحب ممتلكات المعارضين لسياستهم، والسيطرة عليها،وأنصب تركيز الأمويين على دعم حزبهم وأبناء عائلتهم لذا أصبحوا في تلك الفترة من كبار ملاك الأراضي والاقطاعات في الدولة الإسلامية .
ظلت الطبقات المقطعة في فترة الرسول والخلفاء الراشدين والأمويين هي نفسها كالملوك وشيوخ القبائل، وكبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال والأغنياء،وفي المقابل قلت الاقطاعات المقدمة للطبقتين العامة والوسطى، وقد لعبت العقيدة الإسلامية الدور الأساس في تثبيت الملكيات ،فقد أعلن الرسول أن من دخل في الإسلام فله ما اسلم عليه،ومن بقي خارجه لا يعترف بملكيته لأرضه،وقد طبق بنو أمية هذا المبدأ على المعارضة في إطار أن من وقف إلى جانب الدولة حصل على اقطاعات كبيرة ومن خرج عن الدولة تصادر أرضه وأملاكه.
وقد ترك الإقطاع آثارا سياسية واقتصادية واجتماعية على المجتمعات القديمة في بيزنطة وفارس والدولة الإسلامية في صدر الإسلام،تمثلت في إيجاد طبقة جديدة تمتعت بنفوذ سياسي قوي في الدولة ،الأمر الذي اثر على صلاحيات الملك، أو الخليفة في وقت لاحق،فنلاحظ أن أصحاب الملكيات الكبيرة الذين تكونوا من الإقطاع أخذوا يتحكمون بشؤون الدولة في بيزنطة وفارس وتقلصت سلطات الملك، و نجد أن الطبقة التي كونها الرسول(ص) من كبار الملاك هي التي تولت زمام السلطة أو تدخلت في تعيين الخليفة بشكل أو بآخر،وكذلك الحال في العصر الأموي فالذين قادوا الحزب الأموي سيطروا على الدولة وكانوا من كبار الملاك والإقطاعيين من الخلفاء والأمراء وقادة الجيش. أما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي فقد لعب الإقطاع الدور الأساس في تكوين الطبقة الخاصة من الملوك والأمراء والخلفاء والأغنياء والتجار وشيوخ القبائل ،حيث تكونت لديهم مساحات واسعة من الأرض ،والإقطاعيات، والبساتين، وآبار المياه، والأراضي المزروعة، والبيوت وإمكانيات مادية كبيرة جدا ،حيث امتلك هؤلاء ملايين الدراهم نتيجة ما حصلوا عليه من هذه الاقطاعات .
وفي مقابل ذلك لم تحصل الطبقة العامة على هذه الامتيازات وعانت من ظروف اقتصادية سيئة، بالإضافة إلى الضرائب التي فرضت عليها،وبذلك نجد أن الإقطاع قد ساهم بشكل مباشر في إيجاد طبقية في المجتمع الأمر الذي خلق صراعات داخلية قديما وفي فترة صدر الإسلام نتيجة حالة الاحتقان ما بين الفقراء والأغنياء.
النص الكامل
http://www.najah.edu/modules/graduates/graduates.php?hint=2&id=733&l=ar
man_2009- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 13
العمر : 39
العمل/الترفيه : مبرمج
المزاج : رايئ
نقاط : 39
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى